يطرح قصف إسرائيل في 27 سبتمبر 2024 لمقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيالها حسن نصر الله أبرز قائد محوري للحزب لأكثر من ثلاثة عقود، عقب اغتيالها ثاني أمين للحزب عباس الموسوي في عام 1992 أسئلة مهمة حول خليفة نصر الله في قيادة الحزب، وتحدٍ كبير يتمثل في اختيار أمين عام جديد، وهو ما قد يكون من أهم أولويات حزب الله في الفترة الراهنة.
وبحسب النظام الداخلي للحزب، يتم اختيار الأمين العام من قبل ما يُعرف بمجلس الشورى، وهو هيئة تضم سبعة أعضاء يتولون ملفات مختلفة، ويجري عادة انتخاب الأمين العام خلال مؤتمر مركزي، لكن هذا المؤتمر لم يُعقد منذ سنوات بسبب الحرب في سوريا ولبنان، وهو ما جعل نصر الله يحتفظ بمنصبه دون انتخابات جديدة.
يتألف مجلس الشورى الحالي من رؤساء المجالس الرئيسية للحزب، إلى جانب الأمين العام الراحل حسن نصر الله ورئيس مجلس الشورى، ويشمل الأعضاء: نعيم قاسم، نائب الأمين العام، ومحمد يزبك، رئيس المجلس القضائي، وإبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي، وهاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي والمرشح الأبرز لخلافة نصر الله، بالإضافة إلى حسين خليل، المساعد السياسي للأمين العام، ومحمد رعد، رئيس المجلس البرلماني ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الجناح السياسي لحزب الله في مجلس النواب اللبناني.
وتعمل خمسة مجالس رئيسية للحزب تحت إشراف مجلس الشورى، وهي: المجلس التنفيذي، والمجلس القضائي، والمجلس البرلماني، والمجلس السياسي، ومجلس الجهاد الذي يتولى الإشراف على النشاط العسكري للحزب.
ولكن في ظل الظروف الحالية، من المتوقع أن يتم تسليم مهام القيادة إلى نائب الأمين العام، نعيم قاسم، مؤقتاً إلى أن تستقر الأوضاع الأمنية والسياسية، الأمر الذي قد يؤجل اختيار خليفة لنصر الله.
من أبرز السمات المطلوبة للأمين العام الجديد أن يكون رجل دين، وهو ما يتماشى مع عقيدة الحزب المستندة إلى مفهوم ولاية الفقيه، وهي النظرية التي أرساها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، روح الله الخميني في عام 1979.
أما المرشح الأبرز لتولي المنصب حالياً فهو هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب، لكن لا يُستبعد أن يتم اختيار شخصية أخرى إذا كانت الظروف تتطلب ذلك.
يبقى الدور الإيراني حاسماً في اختيار القيادة الجديدة للحزب، ورغم أن القرار يُعتبر داخلياً، إلا أن الدعم والتوجيه من طهران يلعبان دوراً كبيراً في النتيجة النهائية، حيث أن قيادة الحزب تعتد على موافقة غير مباشرة من إيران.
ويرى مراقبون أن أي قرار بشأن القيادة الجديدة يجب أن يحظى بمباركة إيرانية نظراً للعلاقة الوثيقة بين الطرفين.
في سياق معقد مثل الذي يعيشه حزب الله حالياً، فإن اتخاذ قرار بتعيين أمين عام جديد قد يكون محاطاً بالسرية لتجنب استهدافه من قبل إسرائيل، كما حدث مع نصر الله، لكن القيادة ستضطر إلى اتخاذ هذا القرار قريباً لضمان استمرار الحزب في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وقد يتم اتباع نفس الآلية التي تم استخدامها بعد اغتيال عباس الموسوي، حين اختير نصر الله لقيادة الحزب في ظروف مشابهة.