spot_imgspot_img
بيتقول فصلحصيلة متنوعة وعميقة في ختام عام 2024

حصيلة متنوعة وعميقة في ختام عام 2024

في عددها الأخير لعام 2024، قدمت مجلة قول فصل الإلكترونية عشرة مقالات متنوعة، موزعة على عشرة أبواب، تناولت قضايا دينية، وبيئية، وتاريخية، وقانونية، واجتماعية واقتصادية برؤية شاملة ومميزة.

يتناول مقال عقوبة الردة في الإسلام في باب الإسلاميات، للكاتب أحمد عقب الباب، جدلية العقوبة بين الفقه التقليدي والمعاصر، حيث يرى بعض الفقهاء أنها حد شرعي مستندين لأحاديث نبوية، بينما يعارض آخرون، مثل الشيخين محمود شلتوت وأبي زهرة، مستندين إلى غياب نص قرآني يحدد عقوبة دنيوية للمرتد، مستشهدين بآيات تؤكد حرية العقيدة مثل قوله تعالى في سورة البقرة “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ…”، كما يبرز المقال إعراض النبي ﷺ عن المرتدين من غير المحاربين، دون عقاب، ويشير كذلك إلى أن حروب الردة كانت لأسباب سياسية، وفي الوقت المعاصر، ومن الناحية القانونية، تجرّم التشريعات العربية ازدراء الأديان، لكنها لا تعاقب صراحة على الردة.

أما في باب المرور، فقد تناولت الإعلامية هدى محمد مقالاً بعنوان  إيجابيات وسلبيات التحول نحو السيارات الكهربائية، والذي يعرض فوائدها في تقليل الانبعاثات الكربونية، ودعم الطاقة المتجددة، وخفض تكاليف التشغيل، مشيرة إلى جهود قطر كرائدة في هذا المجال، من خلال محطات الشحن والحوافز المالية ورؤية 2030، وبين المقال كذلك التحديات التي تواجه  السيارات الكهربائية كتكلفة البطاريات والبنية التحتية المحدودة، ولم يغفل المقال عن ذكر السيارات الهجينة على اعتبار أنها خيار مؤقت يعزز مرونة التنقل، وأخيراً أكد المقال على أهمية دعم الحكومات لتطوير هذا القطاع وتحقيق مستقبل بيئي مستدام.

وأبرزت المجلة في هذا العدد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني – 29 نوفمبر في باب الأيام العالمية للكاتب أحمد عقب الباب، الذي ناقش أهمية هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977، لتسليط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني ومأساته المستمرة منذ النكبة عام 1948، وأبرز الكاتب التناقض بين التضامن الدولي المعلن واستمرار الاحتلال الإسرائيلي المدعوم سياسياً، ونوه إلى أنه رغم تنظيم الفعاليات والمعارض ورفع العلم الفلسطيني، لا تزال تحديات الاحتلال والنزاعات تعيق تحقيق السلام العادل، إلا أنه لم ينكر أن هذا اليوم يمثل دعوة لتجديد الالتزام الدولي تجاه دعم القضية الفلسطينية.

وفي باب التاريخ كتب يوسف الحمادي مقالاً بعنوان شريح القاضي: من الفهم العميق إلى التطبيق العادل، إذ بدأ المقال بمعنى لفظة القضاء ذات الدلالات المختلفة، كما يُظهر الكاتب تطور القضاء منذ عهد النبي ﷺ إلى الخلفاء الراشدين، وركز على سيرة القاضي شريح كنموذج يجسّد النزاهة والمساواة، وعدم الاكتراث بحالة الخصماء الاجتماعية، والفروقات التي تميزهم، مما يعزز الثقة بين المواطنين ودولتهم.

وقدم الكاتب محمد الغزالي مقالاً في باب القانون بعنوان الانتخابات والاستفتاءات على طريق الديمقراطية نحو العدالة والرفاهية، ناقش فيه أهمية التوافق المجتمعي عبر الحوار والانتخابات والاستفتاءات لتعزيز العدالة، واستعرض تطور الاستفتاءات تاريخياً ودورها السياسي، كما سلط الضوء على تجربة قطر في تحديث دستورها عام 2024، مشيداً بالتعديلات الدستورية الرامية إلى تعزيز الشفافية والشورى، وقد أشار الكاتب إلى تحديات الإعلام الحر ودوره في دعم الديمقراطية، مع تناول النموذج الأمريكي بنظامه الانتخابي المعقد، مؤكدًا على أن الديمقراطية تتطلب أخلاقًا لتجنب العبثية.

واستطاعت الكاتبة مريم مرتضى في في مقالها بعنوان نساء في هيئة رجال تحدياً للقيود المجتمعية في باب المرأة عرض نماذج لنساء تحدين القيود المفروضة على النساء مهنياً واقتصادياً،من خلال تنكر بعضهن في مظهر رجالي، لتحقيق طموحاتهن المهنية أو لتوفير مصدر دخل شريف يَعُلن به أنفسهن وأطفالهن، مثل قصة الفتاة التي تنكرت في ثياب بائع أنابيب، مطلقة على نفسها اسم علي، متخلية عن أنوثتها لإعالة أسرتها، وقصة السيدة دوروثي لورانس التي تنكرت في زي رجل، لتستطيع أن تمتهن مهنة المراسل الحربي خلال الحرب العالمية الأولى، وقصة مارغريت باري التي أصبحت جراحة بارزة بعد تنكرها في زي جراح، ونجحت في تجاوز عقبات،مكنتها من تحقيق إنجازات تاريخية.

وفي باب الطفل تناول مقال التعليم المنزلي: طريق مرن لدعم التعلم وتنمية المواهب للكاتب يوسف الحمادي مقارنة بين التعليم المنزلي، كبديل مرن عن التعليم التقليدي الذي ظهر في الماضي، لدعم الثورة الصناعية وتغذية خطوط الإنتاج، لكنه أغفل الإبداع والتفكير النقدي، على عكس التعليم المنزلي الذي يوفر بيئة مناسبة، لتنمية مواهب الطفل، ضارباً أمثلة تظهر قصص نجاح، مثل سيمون بايلز وشقيقتي ويليامز، ورغم مرونة هذا النموذج الحديث من التعليم، إلا أنه يواجه تحديات، على رأسها تقليص التفاعل الاجتماعي، وارتفاع متطلباته التربوية من الآباء، طارحاً أسئلة تستدعي التفكير في كيفية تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الطفل وتحقيق أهداف الأسرة.

أما الكاتبة شايستا فاطمة فقد قدمت مقالاً بعنوان تاريخ الريال القطري: من الروبية الهندية إلى الاستقرار المالي في باب المحليات، عرضت فيه رحلة تطور العملة المعتمدة في قطر، بداية من الروبية الهندية إلى الريال القطري، حيث سلط المقال الضوء على تطور اقتصاد البلاد من صيد اللؤلؤ إلى اكتشاف النفط في أربعينيات القرن العشرين، وبعد الاستقلال عن بريطانيا صدر الريال القطري عام 1973، وحافظ على استقراره بفضل ربطه بالدولار الأمريكي منذ 2001 عند 3.64 ريال، حيث أكد المقال على أن الريال يعكس هوية قطر الاقتصادية وطموحاتها التنموية في عصر الاستقرار المالي.

أما في باب الحوادث فقد استعرض الكاتب أحمد عقب الباب في مقاله التفسير التآمري لمقتل الحاخام زفي كوغان في الإمارات ملابسات مقتل الحاخام زفي كوغان، الذي عُثر عليه مقتولاً في الإمارات بعد اختفائه، وسط تكهنات إسرائيلية غير مؤكدة بضلوع جماعات مسلحة تابعة لإيران، وقد أشار المقال إلى الجهود الإماراتية لتتبع آثار الجريمة والكشف عن ملابساتها، مع تأكيد الإمارات على التزامها بالأمن والتعايش السلمي، وقد تطرق المقال في الوقت نفسه إلى تحليلات تربط الحادث بنماذج تاريخية لتدخلات الموساد الإسرائيلي في الشؤون الداخلية لدول أخرى، ويبقى السؤال حول المستفيد من الجريمة مفتوحاً أمام الاحتمالات.

وأخيراً في مقال تاريخ ومستقبل أنظمة التقاعد حول العالم، تناولت الكاتبة رند سعد في باب المغتربون تطور أنظمة التقاعد بدءاً من نظام الجنود الرومان في عهد الإمبراطور أوغسطس، مروراً بمعاشات التقاعد في ألمانيا وأمريكا، وصولاً لأنظمة التقاعد الرسمية في قطر، حيث ناقشت سعد في مقالتها تحديات الاستدامة مثل شيخوخة السكان، وغياب العمالة الوافدة عن أنظمة التأمينات التقاعدية في الخليج، واقترحت في الختام إصلاحات تنظيمية، لتحفيز العمل وإدماج أصحاب المهن الحرة، مشيرة إلى أهمية الأسرة كصمام أمان لأنظمة التقاعد.

وأعرب عقب الباب عن سعادته بانتهاء عام 2024، قائلاً: “تمكنا هذا العام من نشر 66 مقال بمنهجية  بحثية محايدة، تجمع بين جدية الأطروحات الأكاديمية وجاذبية الكتابة الإبداعية، بسردية قصصية تنثر بذور أفكار متنوعة، كان لها صدى كبير على المستوى المعرفي، ومشاركة فعلية في الأحداث الجارية لإخواننا في دول الوطن العربي الكبير، فهنيئاً لقول فصل وطاقمها الرائع!”

كذلك نوهت الإعلامية هدى محمد عن امتنانها اللامحدود لتمكنها من بلورة أفكار عديدة، كانت ترغب في نشرها على منصة قانونية، وقالت: “منصة قول فصل منبر لكل القانونيين والإعلاميين، وعلى كل من لديه القدرة على توفير مادة تحريرية أن يتقدم ويعرض ما لديه على فريق المجلة”.

في ختام العدد الأخير لعام 2024، تثبت مجلة قول فصل الإلكترونية التزامها بتقديم محتوى متنوع وعميق يمس مختلف جوانب الحياة، من الدين إلى التاريخ إلى الاقتصاد، حيث إن مقالاتها جمعت بين التحليل والرؤية المستقبلية، مما يثري المعرفة ويثير النقاش حول القضايا الجوهرية، ليبقى الهدف الأسمى للمجلة، هو دعم التنوير الثقافي وتعزيز الفهم المشترك، ما يجعلها منبراً فكرياً، يواكب تطلعات القراء في عالم دائم التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا

الأكثر شعبية